السلام عليكم!
لا أذكر بالتحديد متى، ربما كان عمري عشر سنوات أو أكثر قليلًا حين بدأت أقع فيحب الحرف، لكني أذكر جيدًا أن حصص التعبير في مراحلي التعليمية المختلفة كانت هي الأجمل عندي بين كل الحصص.
منذ النصف الثاني من الثمانينيات قررتُ أن تكون الكتابة حرفتي، في الحقيقة لم أتعامل معها كحرفة، أقول دائما:لو أدرك الذين اشتغلت معهم متعتي وأنا أمارس ذلك ما منحوني قرشًا واحدًا، ولقالوا لي:يكفيك ما حصلتَ عليه من متعة.
لاحقًا اكتشفت أن الصورة هي أيضا كتابة، عالمٌ آخر سريع الوصول إلى المتلقِّي، وأكثر تأثيرًا، رغم أنه أقلُّ عمقًا من الحرف المكتوب.
حين ساد الأبيض رأسي قررت أن أجمع بضاعتي كلها هنا، لعل فيها ما يفيد، إنها “شقا العمر”، ذاك التعبير المصري عن حصيلة عمل سنوات العمر الطويلة وكدّها، تعبه ومغامراته، سفره وتَرحاله، لذا أوصيكم به:احترسوا وأنتم تقلبونه بين أيديكم، وبغضِّ النظر عن جودته، فقد عملتُ على إتقانه قدر استطاعتي، وتعبت في سبيل ذلك جدًّا، ودفعتُ ثمن ذلك كثيرًا، وانتبهوا أنَّه لا يمكن الحكم عليه بالمطلق، ولكن يقارن بالحقبة التي عشتها وعملتُ فيها.